عيوب اللسان

كل واحد منا يا أهل الإسلام يبحث عن النجاة عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قلت: يا رسول الله: ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك تريد الجنة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يتكفل بي بما بين لحييه ورجليه أتكفل له الجنة" اسمع من ماذا يخاف علينا رسول الله عن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، فقال: "قل ربي الله ثم استقم" قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف على فأخذ بلسان نفسه ثم قال: "هذا" لسانك عدوك إذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تكفر تلومه اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا" كيف نعرف من يؤمن بالله حق الإيمان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"

 لا تكثر الكلام كان أبو بكر الصديق يضع حصاة في فمه يمنع بها نفسه عن الكلام وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: إنما جعل لك أذنان وفم واحد، لتسمع أكثر مما تتكلم. لسانك بحاجة إلى سجن يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: والله الذي لا إله إلا هو ما شيء أحوج إلى طول السجن من الللسان وقيل لبكر بن عبد الله المزني: إنك لتطيل الصمت؟ فقال: إن لساني سبع، إن تركته أكلني.. كم من كلمة حطمت قال سفيان الثوري: لأن ترمي إنسانًا بسهم أهون من أن ترميه بلسانك، فإن السهم قد يخطئه، واللسان لا يخطئه.

يا عبد الله لا تتكلم في ما لا يعنيك من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيها قال بشار بن برد منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر عنها

وعن مالك بن دينار -رحمه الله- أنه قال: إذا رأيت قساوة في قلبك، أو ضعفا في بدنك، أو حرمانًا في رزقك، فأعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك.وقال لقمان لابنه: يا بني من رحم يُرحم، ومن يصمت يسلم، ومن يفعل الخير يغنم، ومن فعل الشر يأثم، ومن لم يملك لسانه يندم

بالله عليك اسمع لهذا الموقف العجيب قال مالك بن ضيغم: جاء رياح القيسي يسأل عن والدي بعد العصر، فقلنا: هو نائم، فقال: أينام أحد في هذه الساعة؟ أهذا وقت نوم، ثم ولى منصرفًا، فبعثنا أحداً يخبره، أننا سنوقظ أبي إن أراد فتأخر من أرسلناه، حتى جاء وقد غربت الشمس، فقلنا تأخرت جدًا، فهل يريد أن نوقظه؟ قال:  لم أيسمع مني كلمة قالوا ولم قال: لحقته فإذا هو يدخل المقابر وهو يعاتب نفسه ويقول قلتِ أينام أحد في هذه الساعة هل هذا من شأنكِ ينام الرجل متى شاء، وقلت: هذا وقت نوم؟ وما يدريك أن هذا ليس بوقت نوم؟ تسألين عما لا يعنيك، وتتكلمين بما لا يعنيك، أما إن لله عليَّ عهدًا لا أنقضه أبدًا ألا تنامي على الأرض سنة كاملة ، إلا لمرض حائل أو لذهاب عقل زائل، جزاءا لك، أما تستحيين؟ كم توبخين؟ وعن غيك لا تنتهين؟ عجيب أمرهم إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)

تنتشر بيننا وفي شبابنا وشوارعنا من الكلمات الفاحشة البذيءة التي نتعجب كيف أن نفس اللسان الذي يشهد أن لا اله الا الله يقول مثل هذا  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء "إياكم والفحش فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه" قيل: يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يلعن الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه"

قال عبد الله بن مسعود: أعظم الخطايا الكذب، وسب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يغفر يغفر الله له، ومن صبر على الأذى يعطيه الله خيرًا منه

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا انت

يستغرب البعض منا أكل هذا الحديث عن شر اللسان هل أمره عظيم بهذا القدر اسمع  عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني منَ النَّارِ، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ علَى من يسَّرَه اللهُ عليه، تعبدُ اللهَ ولا تشرِكُ بِه شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ علَى أبوابِ الخيرِ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ أي حماية، والصَّدَقةُ تطفئُ الخطيئةَ، كَما يطفئُ الماءُ النَّارَ،وصلاةُ الرَّجلِ في جوفِ اللَّيلِ، ثمَّ تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتَّى بَلغَ: يَعمَلونَ) ثمَّ قال: ألا أُخبِرُك بِرأسِ الأمرِ ، وعمودِه، وذِروَةِ سَنامِه؟ قلت: بلَى، يا رسولَ اللهِ، قال: رأسُ الأمرِ الإسلام، وعمودُه الصَّلاةُ، وذِروةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثمَّ قال: ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلِك كلِّه أي ما يكمل ويتمم كل ذلك؟ قلتُ: بلَى، يا نبيَّ اللهِ، فأخذَ بلسانِهِ، وقال: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، إِنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكلَّمُ بِه؟ قال: ثَكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِعلَى وجوهِهِم، أوعلَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم.كلمة تدخلك الإسلام وكلمة أخرى تخرجك منه كلمة تتزوج بها من امرأة وبكلمة تتفرق تلك العائلة بكلمة تبيع وتشتري بداية كل مشكلة بكلمة وتنشأ الحروب بين الدول بكلمة  فلا تستهن بالكلمة( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد من المصائب التي نقع فيها أيضاً كثرة اللعن قال رسول الله:"لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بجهنم"بينما رسول الله في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فغضبت فلعنت الناقة، فسمع ذلك - صلى الله عليه وسلم - فقال: "خذوا ما على الناقة ودعوها فإنها ملعونة فكأنت الناقة تمشي في الناس وما يلمسها أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة" واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى. واللعن مراتب ولا بأس به بشكل عام كأن تقول لعنة الله على الكافرين والفاسقين اليهود والنصارى والمجوس والظلمة وآكلي الربا أما اللعن للشخص المعين فيه خطر كبير كقولك: لعنة الله على فلان أو فلان كافر إلا ما ثبتت لعنته شرعًا كفرعون وأبي جهل.قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك

 وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا

انتبه من ذلك اليوم: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم أرجلهم بما كانوا يعملون

أختم بهذا الخبر عسى أن تتعظ به قلوبنا ونسقى الغيث برحمة الله المنان ويستر عيوبنا ويتمم نعمه علينا مع ما فينا من التقصير والبعد الكبير لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام، فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله! ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث.فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفًا أو يزيدون، فقال موسى عليه السلام: إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع، فما زادت السماء إلا تقشعًا والشمس إلا حرارة! فتعجب نبي الله موسى فأوحى الله إليه وقال: يا موسى فيكم عبد يبارزني بالمعاصي منذ أربعين سنة فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فيه منعتكم.

فقال موسى: إلهي وسيدي أنا عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفًا أو يزيدون؟ فأوحى الله إليه منك النداء ومني البلاغ. فقام مناديًا وقال: يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر.فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحدًا خرج فعلم أنه المطلوب وقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل، وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فأدخل رأسه في ثيابه نادمًا على فعاله وقال:إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعًا فاقبلني، فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب.فقال موسى: إلهي وسيدي بماذا سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد؟ فقال: يا موسى سقيتكم بالذي منعتكم. فقال موسى: إلهي أرني هذا العبد الطائع. فقال: يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعني فاللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين 3 اللهم غيثاً مغيثاً تسقي به البلاد والعباد اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ، وبَهَائِمكَ، وانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وأحْيِي بَلَدَكَ الميت
عباد الله ان الله وملائكته