تنبيه
                تم تحويل رابط المقال من
                
                    https://khutabaa.net/index.php/ar/discussions/قصة-أصحاب-الكهف-محتصرة
                
                 
                إلى رابط جديد
                
                    https://khutabaa.net/index.php/ar/discussions/قصة-أصحاب-الكهف-مختصرة
                
                
                يرجى استخدام الرابط الجديد لمشاركة هذا الموضوع
            
قصة أصحاب الكهف مختصرة
عبدالرحمن سليمان المصري
قصة أصحاب الكهف
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فهي وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى ﴿ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ﴾
عباد الله : تعدد أسلوب القرآن الكريم في تقرير العقيدة والتوحيد ، وعرض الأمثال والقصص ، والترغيب والترهيب ، وأكثر الله تعالى من ذكر القصص في كتابه ، لما فيها من العظات والعبر ، ﴿ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ﴾ ، ومن القصص ؛ قصة أصحاب الكهف ، قال تعالى:﴿أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ﴾ ، وإن كانت قصتهم عجيبة ، إلا أن العجائب في خلق الله وحسن صنعه ؛ أعظم وأجل ، ففي خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، وغيرها من الآيات العظام ، الدالة على قدرة الله تعالى، أعجب من أخبار أصحاب الكهف .
عباد الله : جاءت قصتهم في سورة الكهف ، التي يقرؤها المسلمون في يوم الجمعة ؛ إتباعا للسنة ، وتحريا للفضل ، وطلبا للنور الذي يضيء لقارئها ما بين الجمعتين ، قال صلى الله عليه وسلم :" إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة ؛ أضاء له من النور ما بين الجمعتين" رواه النسائي وصححه الألباني .
وجاء في فضلها ، ما يحمل المؤمن على حسن تدبرها، والوقوف عند معانيها ، قال صلى الله عليه وسلم:" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " رواه مسلم .
وقرأها أحد الصحابة رضي الله عنهم ، فوقعت له كرامة عظيمة وهو يقرأها؛ حيث تغشته سحابة ، فجعلت تدنو منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" تلك السكينة تنزلت للقرآن " رواه النسائي .
عباد الله : أهل الكهف شباب أطهار ، أتقياء أبرار ، رأوا ما يتعاطاه قومهم من السجود للأصنام ، والتعظيم للأوثان ، فوفقهم الله وألهمهم الإيمان ، ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ﴾ ، فعرفوا ربهم وأنكروا ما عليه قومهم من الشرك والعصيان ، فقاموا بين أظهرهم ودعوهم إلى عبادة الله ، ﴿وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ﴾ ، ولما خافوا من سطوة قومهم ، لجأوا إلى خالقهم بدعوات عظيمة ، أن يثبتهم على دينهم، ويصرف عنهم كيدهم ، ويفتح عليهم الخير والبركات ، ﴿ ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ﴾.
فاستجاب الله دعاءهم ، وقيض لهم ما لم يكن في حسبانهم ،﴿ فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ﴾، وكانوا سبعة وثامنهم كلبهم على الراجح ، فأوو إلى كهف خارج بلدتهم ، فضرب الله عليهم النوم ، ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا ، وتولى الله حفظهم ، فلا ينظر إليهم أحد ، إلا امتلئ قلبه رعبا منهم ، ﴿ وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ﴾.
عباد الله: ثم أيقظهم الله بعد هذه المدة الطويلة ، فتساءلوا ، ﴿ قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ﴾، وذلك أنه لم يتغير شيء من أبدانهم ، وكان دخولهم في أول النهار ، واستيقاظهم في آخر النهار ، وقد علموا بإلهام من الله أنهم ناموا مدة طويلة، فأوكلوا العلم إلى الله ، ﴿قالوا ربكم أعلم بما لبثتم﴾ .
عباد الله: ثم أرسلوا أحدهم ليشتري لهم طعاما ، ففطن القوم بهم ، وكانوا قد سمعوا بقصتهم ، فأبصر الناس فيهم آية من أعظم آيات الله، ليعلم الناس حين رأوا هذه القدرة الإلهية، وهذه الآية الربانية ، ﴿ أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها ﴾ ، فإن من قدر على إرقاد الفتية مئات السنين ثم أيقظهم ، قادر على أن يميتهم آلاف السنين ثم يحييهم ، قال تعالى: ﴿ قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ﴾.
عباد الله: ولما رجع المشتري يبشر أصحابه ، قبض الله عز وجل أرواحهم جميعا ، وحصل التنازع على اتخاذ هذا المكان للعبادة ، ثم قال أصحاب الغلبة ونفوذ الكلمة منهم: ﴿ لنتخذن عليهم مسجدا ﴾ .
وقد حكى الله خلافهم ، ليس إقرارا لهم ، بل حكاية عما حصل بينهم ، وشرعنا جاء النهي فيه عن اتخاذ القبور مساجد ، بأشد صيغ النهي ، قال صلى الله عليه وسلم :" لعن الله اليهود والنصارى
؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه البخاري .
وسبب شدة التحذير ، هو أن بناء المساجد على القبور ؛ يعد وسيلة من وسائل الشرك الأكبر ، ﴿قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ﴾
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد :
عباد الله: لقد تضمنت قصة أصحاب الكهف، تقرير التوحيد ، وإفراد الله بالعبودية ، والإيمان باليوم الآخر ، قال تعالى :﴿ وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها ﴾ .
وقد دلت قصة أصحاب الكهف ، على أهمية ترك مواطن الفتن ، والنئي بالنفس عن أسباب الهلاك ، قال تعالى: ﴿ وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ﴾.
كما حوت قصتهم على توجيهات ربانية ، يأمر الله تعالى عباده بصحبة الصالحين ، ولو لم يكونوا من أهل المال والجاه ، لعموم نفعهم , وشمول بركتهم ، " هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "، مع مجانبة أهل الغفلة والهوى ، وقد نال كلب أهل الكهف من بركتهم ، وأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال ، وذكره الله في أشرف كتبه ، لملازمته للصالحين .
عباد الله: التجأ أصحاب الكهف إلى الله جل وعلا بالدعاء ، وقد أيقنوا أن من أوى إلى الله آواه ، وأن من توكل عليه كفاه ، وأن من اعتصم به حفظه ووقاه ، فهو القادر على حفظهم وصرف الشرور والأذى عنهم ، فاستجاب الله تلك الدعوات، ووهبهم من جزيل العطاء ، وأمدهم بوافر الهبات ، وأكرمهم بأعظم الكرامات ، والعاقبة للمتقين .
قال تعالى: ﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ﴾.
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، فقال تعالى: ﴿ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
المرفقات
1761832126_قصة أصحاب الكهف خطبة2.docx
1761832128_قصة أصحاب الكهف خطبة2.pdf
 
                             
                             
             
             
             
             
                                 
                 
                     
                     
                         
                         
                     
                