عناصر الخطبة
1/النعمى العظمى بإرسال خير البشر صلى الله عليه وسلم 2/عدالة الإسلام 3/دروس ومبادئ من ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم 4/بعض الدروس من المحن والابتلاءات 5/على المسلمين أن يتوحدوا ويعتصموا بكتاب ربهم وهدي نبيهماقتباس
إنَّ ذِكرى مولِده -صلى الله عليه وسلم- هو دعوةٌ للوحدةِ بينَ المسلمينَ، وربطِهم بسيرةِ نبيِّهم الأمينِ؛ فنبيُّنا واحدٌ، وإن اختلَفَتْ آراءُنا ومشارِبُنا، فدعوتُه -صلى الله عليه وسلم- جاءت لتُخرِج البشريةَ مِنْ ظلامِ الجهلِ والعصبيةِ، والفُرقَةِ والاختلافِ، إلى الوحدة والتراحُم والائتِلاف...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي وسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا، وأسبَغَ على أوليائِه النِّعَمَ وعمَّها عمًّا، وبعثَ فيهم رسولًا من أنفُسهم عرَبًا وعُجمًا، زكَّاه المولى روحًا وجسمًا، وآتاه حكمةً وحُكمًا، وفتحَ به قلوبًا غُلفًا وآذانًا صُمًّا، وأفواهًا بُكمًا؛ فالحمد لله الذي أنارَ الوجودَ بطلعةِ خيرِ البريَّةِ؛ قمرِ الهدايةِ الربَّانيةِ، وكوكبِ العنايةِ الإلهيةِ، مصباحِ الرحمةِ للبشريةِ، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أرسلَ رسولَه بالهُدى ودين الحقِّ ليُظهِرَه على الدين كلّه ولو كرِهَ المُشركون.
وأشهد أن سيِّدَنا وحبيبَنا وقائِدَنا وقُدوتَنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولُ الله صاحبُ الذِّكرَى العطِرَة، المبعوثُ رحمةً للعالمين، أكرمَنا الله به، وامتنَّ به علينا، وزادَنا به عِزَّةً ورفعةً وشرفًا؛ (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آلِ عِمْرَانَ: 164]، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِ بيتِه وأصحابِه، والتابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: أوصيكم -أيها الناسُ- ونفسي بتقوى الله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آلِ عِمْرَانَ: 102].
عبادَ اللهِ: يقولُ الله -تعالى- في مُحكَم آياته: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آلِ عِمْرَانَ: 164]، لقد كان ميلادُ الرسول -صلى الله عليه وسلم- ميلادَ أُمَّةٍ، وميلادَ فجرٍ جديدٍ، وميلادًا للقِيَم والأخلاق والمُثُل العُليا، والحضارة الراقِيَة؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- الذي أخرجَ اللهُ به البشريةَ من الظُّلمات إلى النور، وأزالَ به حَيرتَها وضياعَها العقائدي، فردَّها إلى التوحيدِ الخالصِ، ميراثِ إخوانِه من الأنبياء والمرسَلينَ، فكان -بحقٍ- رحمةً للعالمينَ؛ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الْأَنْبِيَاءِ: 107].
نعم؛ لقد كان ميلاده ميلاد أمة، وكانت بعثته بعثة رحمة، وكان مقدمه مقدم رسالة جاءت لتغير مجرى التاريخ، بميلادِه -صلى الله عليه وسلم- بيَّضَ اللهُ وجهَ الأرض، وعطَّرَ به نسيمَ الكون، ونظَّمَ شُؤونَ الحياة، وغيَّرَ الواقعَ السيِّئَ الذي كانت تعيشُه البشريَّةُ، فرفعَ اللهُ به المُعاناةَ عن كاهلِ البشرِ، وقضَى على الجهلِ والظُّلم، وأثمرَت دعوتُه الأملَ من جديد.
كان ميلادُه ميلادَ أمَّة؛ فقد كانت حاجةُ العالَم إليه حاجةَ المريض إلى الشِّفاء، والعطشان إلى الماء، والعليل إلى الدواء، والنظر الذي تتمنَّاه العينُ العمياء، لقد كان ميلادُه ثورةً على الظُّلم، وكان دينُه نجدةً للمظلومين؛ أُطفِئَت نارُ فارس، وزُلزِلَت عُروشُ قَيْصَرَ، وهلَكَ أبرهةُ والفيل، وعُذِّبُوا بالطيرِ الأبابيل، انهدمَت بمولِدِه قُصورُ الاستِبْداد، وسقَطَت شرفاتُ الظُّلم والقهر.
وُلِدَ الحبيبُ المُصطفى -صلى الله عليه وسلم-، والإنسانُ يصرَعُه ظُلمُ الإنسان، يَعْدُو القويُّ على الضعيفِ متسلِّطًا، ويعلُو الغنيُّ على الفقيرِ مُستعبِدًا، وُئِدَت الإنسانيةُ في نفوسِ أبنائِها، وهُدَّت منظومةُ الأخلاق من أركانِها، فأرادَ اللهُ بالإنسانية رحمةً بمولِد هذا النبيِّ الأمين -عليه الصلاة والسلام-، وإنها لَذِكرَى -واللهِ- عظيمةٌ؛ فمولِدُه -صلى الله عليه وسلم- كان مولِدًا عظيمًا، فلقد أحيَا اللهُ بهذا الوليد المُبارَك البشريةَ بعد امتِهانِها، وانتشَلَ به الإنسانية من انحطاطِها.
أيها المسلمون: إنَّ البشريةَ الحائِرةَ لو أرادَت أن تخرُجَ مما هي فيه من صراعاتٍ وحروبٍ مُدمرةٍ أهلَكَت الحرثَ والنسلَ، وقَضَتْ على الأخضر واليابِس، ولو أرادَت البشريةُ الحائِرةُ التائِهةُ الضالَّةُ أن تخرُجَ من كبُوتها وتُقيلُ عَثْرَتَها فلا حلَّ لها إلا بالإقبال على الإسلام الذي حمَل لِواءَه سيِّدُ الأنام -صلى الله عليه وسلم-؛ فبالإسلام الذي جاء به -عليه الصلاة والسلام- تعيشُ البشريةُ من مولِده إلى قيام الساعة آمنةً مُطمئنةً يعمُّها الرخاءُ، ويحدُوها الأملُ، وينتشرُ فيها السلامُ.
أيها المُرابِطون: إنَّ المولِدَ النبويَّ يُعطينا درسًا في الأمل، ويُعطينا ثِقةً بالله؛ فظلامُ الجهل والجهالة، والانحلال والضلالة، مَهمَا اشتدَّ ففجرٌ من الله آتٍ، ومهما ضاقت بنا الكُروبُ، وتضافَرَت علينا الخُطوبُ فالفتحُ منها قريبٌ، ولها مِنَ التمكينِ نصيبٌ.
كما أن ذِكرَى المولِد النبوي الشريف تُعطينا هذه الذِّكرَى درسًا في الثَّبات على الحقِّ ورُسوخِ المبدأ؛ فهي تُذكِّرُنا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف بدأَ بدعوة الحقِّ وحيدًا، يومَ أن بعثَه اللهُ -عز وجل- في مُجتمعٍ يَعُجُّ بالمُتناقِضات والعداوات والنِّزاعات، وتموجُ فيه الفتنُ، فكان -عليه الصلاة والسلام- ثابتًا على مبادئِ الدينِ، صادِحًا بالحقِّ المُبينِ، رغمَ إغراءِ الجاهلينَ، شامِخًا رغمَ تهديدِ المُجرمينَ، قال الله -تعالى- مُوجِّهًا رسولَه الكريم إلى الثَّبات مع قوة المُعارَضَة وشدَّة المُعاناة في عهدِه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الزُّخْرُفِ: 43].
أيها المُرابِطون: اعلموا أنَّ شأنَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الثَّبات ليس بعيدًا عن الرُّسُل قبلَه، فكلُّهم واجَهُوا المِحَنَ والشدائِدَ، فثبَتُوا وصبرُوا، فكان اللهُ معهم، حافِظًا وناصِرًا مُؤيِّدًا ووكيلًا يقول -تعالى-: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) [الْأَنْعَامِ: 34]، وعلى نهجِ المُرسَلين سارَ المُؤمنون الصادِقون، فكانوا ثابتينَ على إيمانهم راسِخينَ بمبادئهم، لا تنازُلَ ولا تخاذُلَ؛ فجبالُ إيمانِهم لا تهُزُّها المُغرياتُ، وأرضُ ثباتِهم لا تُزلزِلُها الشدائِدُ والويلاتُ؛ لذلك نرَى في أمَّتنا عزيمةً وهِمَّةً لا تُرَى في أمَّةٍ من الأُمَم؛ فقد أدركَ المُؤمنون أنَّ المِحنَةَ في طيَّتها منحَةً، والشدَّةَ وراءَها لله حِكمَة، وما من عُسرٍ إلا معه يُسرٌ، هذه سُننٌ ربانية، فقد تقسو المِحنَةُ، وتشتدُّ الفتنةُ، فيمتحِنُ اللهُ العبادَ ليختبرَ صبرَهم ويُضاعِفَ أجرَهم، فيخرُجُوا بمنحةٍ عظيمةٍ، أقوَى إيمانًا وأثبَتَ يقينًا، وأصلَبَ عُودًا، وأعلى هِمَّةً، تُمكِّنُهم من الصُّمود في وجه العوادي والنَّكَبات، في وجه الويلَات، وتُسلِّحُهم ضدَّ أهوالِ الحياةِ وتقلُّباتِها، والمِحنُ تكشِفُ معادِنَ الناسِ، وتُبَيِّنُ حقيقتَهم وتُبدي كامِنَ صفاتِهم، وتكشِفُ خِطَطَهم، وتُعرِّي فِكْرَهم؛ فهي تُميِّزُ الصفوفَ، وتهتِكُ السِترَ عن المُنافِقين، فالمِحنُ تنزِعُ قناعَهم، وتُظهِرُ وجهَهم القبيحَ الذي أخفَى وراءَه قُبحَ خِططِهم ومُخطَّطاتِهم، ويقول: إننا من أبناء جِلدَتِكُم، قال -تعالى-: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آلِ عِمْرَانَ: 179].
أيها الصابِرون في أرض فلسطين، في أرض بيت المقدس: من سيرته -صلى الله عليه وسلم- ومن ذِكْرَاه عَلِمْنا وتعلَّمْنا أن المحن تُقوِّي النفوسَ، وتُقوِّمُ الظَّهْرَ وتُثبِّته، وتجعلُه صلبًا جَلَدًا، فيكونُ صابرًا متوكِّلًا على الله ربِّه، فينطرِحُ صادقًا مع الله، ويقطع العلائقَ مع الخَلْق، ويصدُقُ مع الخالق في دعائِه، في خُضوعِه، في توجُّهِه، في رجائِه، حينَها يُدرِكُ المؤمنُ أنَّ المحنَ سحائبُ المنح، والبلايا عطايا، والأمورُ المؤلِماتُ هي في الحقيقة ثبات.
أيها المصلون: نتعلَّمُ من ذكرى مولد النبي -عليه الصلاة والسلام- درسًا عظيمًا فحواه، فافهموا: أن الإيمانَ أهمُّ سببٍ للنصر والتمكين والرفعة والعزَّة والبناء والتمكين، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني عبدُ اللهِ لخاتمُ النبيينَ، وإنَّ آدمَ -عليه السلام- لَمُنْجَدِلٌ في طِينَتِه، وسأُنبِّئُكم بأولِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيم، وبشارةُ عيسى بي، ورُؤيا أمي التي رأَتْ، وكذلك أمهاتُ النبيين ترَينَ"، أو كما قال، التائِبُ من الذنبِ كمَنْ لا ذنبَ له. ادعُوا اللهَ وأنتُم مُوقِنون بالإجابة، فيا فوزَ المُستغفِرين استغفرُوا الله.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، أبانَ للناس معالمَ الدِّين، وجعَلَ الرُّسُلَ مُبَشِّرينَ ومنذِرينَ، ونشهد أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ونشهد أنَّ حبيبَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه.
وُلِدَ النورُ بمولِده، وبُعِثَت الإنسانيةُ من ضياعِها بمبعَثِه، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبِه، ومَنْ سارَ على نهجِه ودَرْبِه، ودعَا بدعوتِه إلى يوم الدين.
وبعدُ: فإنَّ ذِكرى مولِده -صلى الله عليه وسلم- هو دعوةٌ للوحدةِ بينَ المسلمينَ، وربطِهم بسيرةِ نبيِّهم الأمينِ؛ فنبيُّنا واحدٌ، وإن اختلَفَتْ آراءُنا ومشارِبُنا، فدعوتُه -صلى الله عليه وسلم- جاءت لتُخرِج البشريةَ مِنْ ظلامِ الجهلِ والعصبيةِ، والفُرقَةِ والاختلافِ، إلى الوحدة والتراحُم والائتِلاف، ومن الانحِطاط الفكريِّ والخُلُقيِّ، إلى نور التوحيد المحمديِّ، الذي يُحقِّقُ الأمنَ والأمانَ والسلامَ والاطمئنانَ؛ لذلك، فإننا ننتهِزُ هذه الذكرى العطرة الطيبة، لنُبرِقَ بكلماتٍ لسيدنا رسولِ اللهِ مُرسَلَة من حيٍّ لحيٍّ: سيدي وحبيبي وقُرَّة عيني، يا رسولَ اللهِ، فأنتَ القائل: "ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ إلَّا رَدَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام"، فالصلاةُ والسلامُ عليك سيدي يا رسول الله، السلامُ عليكَ من أهل بيت المقدِس، السلامُ عليك من قومٍ أحبُّوكَ من غير أن يلقَوك، السلامُ عليك من الراكِعين، من الساجِدين والمُرابِطين في مسجِدهم، المسجد الأقصى المُبارَك، السلامُ عليكَ من قومٍ ثبَتُوا على أرضِهم وحافَظُوا على عقيدتهم، وصبرُوا وتحمَّلوا على ما يجرِي في أرضهم وبلدهم، وفي مدينتهم المُقدَّسة، كلُّ هذا من دون أن يجِدُوا على الحقِّ أعوانًا، السلامُ عليكَ ممَّنْ وعدتَهم أن جزاءَ صبرِهم ورباطِهم جناتُ النعيمِ.
ومن هنا، من أرضنا المُبارَكة، نُجدِّدُ عهدَنا معك يا رسول الله، وبيعتَنا لكَ أن نظلَّ صابرينَا مُرابِطينَ في أرضنا، مُحافِظينَ على أقصانَا.
ثبَّتَنا اللهُ وإيَّاكم على الحقِّ المُبين، وجعلَنا من أتباع النبي الكريم، المُحبِّين له، المُتمسِّكين بمنهجه وسُنَّته، إنه جوادٌ كريم.
اللهمَّ كن لنا عونًا مُعينًا، سندًا ظهيرًا، ناصِرًا مُؤيِّدًا، اللهمَّ ارحمنا بواسِع رحمتِك، وارفعَ عنا البلاء، اللهمَّ اخذل عدُوَّنا ومَنْ بغَى علينا.
اللهمَّ اجبرُ كسرَنا، وأطعم جائِعَنا، واسقِ ظمآنا، واحمل حافينا، واكسُ عارِينا، وداوِ جرحانا، وارحم موتانا، اللهمَّ لطفُكَ بشيوخٍ رُكَّع، أطفالٍ رُضَّع، وزوجاتٍ رُمِّلُنَ، وأبناءٍ يُتِّمُوا.
اللهمَّ اكشِف الهمَّ والغمَّ عنَّا، اللهمَّ احفَظ أهلَنا بحفظِك، ونُعيذُهم بعظمتِك أن يُغتالوا من فوقهم ومن تحتهم، اللهمَّ وأنزِل السَّكينةَ عليهم، يا قويُّ يا عزيزُ، يا خيرَ الناصِرينَ، يا جابِرَ كسرَ المُنكسِرينَ، يا مُجيبَ دعوةِ المُضطرِّينَ، اجْبُرْ كسرَنا، وأَجِبْ دُعاءَنا.
اللهمَّ احفَظِ المسجدَ الأقصى والمُرابِطين فيه، مَسرَى نبيِّكَ -عليه الصلاة والسلام- وحصِّنْه بتحصينِكَ المتينِ، واجعَلْه في عنايتِكَ ورعايتِكَ وحِرزِكَ وأمنِكَ وضمانِكَ، يا ذا الجلال والإكرام.
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النَّحْلِ: 90]، فاذكروا اللهَ الجليلَ يَذكُرْكم، واشكرُوه على نعمه يزِدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم