الاستسقاء " دعاء وتضرع وابتهال " 20 / 5 / 1447هـ

د عبدالعزيز التويجري
1447/05/21 - 2025/11/12 21:01PM

خطبة الاستسقاء . حمد الله وشكره ودعائه                20 – 5- 1447

الحمد لله الغفور الرحيم، الكريم الجواد، أنزل من السماء ماءً طهورًا، فأحيا به الأرض بعد موتها، وأسبغ علينا من نعمه ظاهرةً وباطنة ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين. اما بعد

فيا أيها المؤمنون المستغيثون: سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم .

فاتقوه سبحانه  واستغفروه وتوبوا إليه وأكثروا من حمده وشكره ودعائه .. فإن ربنا جل جلاله يُحمد على السراء والضراء، ويثنى عليه بالنعماء والبأساء .. فهو أهل للحمد، ولا أحد أحب إليه المدح من الله .. فاحمدوا الله ربكم أن أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف ، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة

وإذا أجدبت الأرض ومات الزرع وجف الضرع وذبلت الأزهار وذويت الأشجار ، وغار الماء واشتد البلاء ، فليس لها من دون الله كاشفة [وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ]  والله جل في علاه ملاذ كل مكروب، وملجأ كل مهموم، ومنتهى كل شكوى وكاشف كل بلوى.

 لقد مضت الكثرة من أيام موسم نزول الأمطار والأرض ما تزال يابسة هامدة مغبرة ، والسماء ممسكة، والآبار تغور، والبهائم تشكو إلى ربها وتجور.

مضى معظم أيام الموسم والسيل لم ينعقد غمامه فإذا الناس مبلسون

 والله d لايحبس المطر بخلاً وهو المنعم سبحانه ، ويمينه سبحانه سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُذْ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ ، وإنما يحبس الله عنا المطر لتتشوّف القلوب إلى غيثٍ من السماء يحييها، وتذكيرٌ من ربّنا أن نرجع إليه، وأن نُصلح ما بيننا وبينه.. فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة واستغفار.

الاستغفار مفتاح الخيرات، وسبب نزول البركات، قال الله تعالى على لسان نبيّه نوحٍ عليه السلام: فقلتُ استغفروا ربّكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّاتٍ ويجعل لكم أنهارًا".

فأكثروا من قول : استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.

واعلموا أن من أسباب رضا الله عنا المداومة على الطاعة والإحسان وإن قلت، والابتعاد عن المعاصي وإن صغرت ، فحافظوا على الصلاة فهي عمود الدين، صلوها في أوقاتها بخشوعٍ وإخلاص، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

والزموا بر والديكم ، وأكثروا من قراءة القرآن والدعاء فبه ترفع الدرجات وتحل البركةٌ في العمر والرزق، وسبب لقبول الدعاء.

وإياكم ولاستهانة بالمعاصي من الحسد والغل ، وسماع للغناء ، والكذب والغيبة وإيذاء الناس، فإنها تحبس المطر والبركة في الرزق ، وتطفئ نور القلب، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } عودوا إلى ربكم بقلوبٍ طاهرة، وأكثروا من الدعاء والتضرع، وارفعوا أكفكم إليه بصدقٍ وخشوع يا أيها المستغيثون المستجيرون بالله : أحسنوا الظن بربكم وثقوا بأن الله لن يخيب رجاءكم ولن يضيع إيمانكم ولن يرد دعاءكم توجهوا إلى الله بقلوب خاشعة خاضعة، والجأوا إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، إنه الله d القائل : "ادعوني أستجب لكم"

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين ..

لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم..

لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .. لا إله إلا انت سبحانك إنا كنا من الظالمين

اللهم يا غياث المستغيثين ويا جابر المنكسرين ويا واصل المنقطعين ويا راحم المستضعفين، اللهم أغثنا بغيثك واجبر قلوبنا بلطفك وصل قلوبنا بعفوك ورزقك  وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شي..

اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم اغثنا  غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا غدقا مجللا نافعا غير ضار .. تسقي به العباد وتغيث به العباد وتجعله متاعا للحاضر والباد

اللهم انزل علينا من السماء ماء طهورا .. اللهم إما نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا .. اللهم افتح علينا من بركات السماء وانبت لنا من بركات الارض

اللهم إنا خلق من خلقك نرفع أيدينا نستمطر غيثك ونقرع بابك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ..

اللهم أغثنا يا مغيث يارحمن ارحمنا ... اللهم إنا فقراء إليك.. فقراء إلى رحمتك .. فقراء إلى غيثك.. فقراء إلى رزقك .. اللهم اغثنا اللهم اغثنا ياربنا يارب العالمين ..

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد .. وكان من هدي نبيكم r أنه يقلب ردائه ويستقبل القبلة ويدعوا ..

 

المرفقات

1762970450_الاستسقاء.docx

1762970453_الاستسقاء.pdf

المشاهدات 465 | التعليقات 0