التقوى والمتقون

مالك البوم
1447/02/01 - 2025/07/26 12:56PM

الحمد لله له الملك : ( أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركتن)

وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له : ( ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون، إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون.)

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله من قال الله فيه: ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار

صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه: ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولائك هم المفلحون.

أما بعد:

أن أذكرك في كل مرة أصعد فيها المنبر بتقوى الله هو من أساسيات خطبة الجمعة: ( يا أيها الناس اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

التقوى هي وصية الله لك ولأمتنا وللأمم السابقة: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ

التقوى أول ما صاح به المرسلون من أجلك: ( إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون)  إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ)  (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ |

 التقوى أمر من الله لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِين

أفضلنا عند الله وميدان المنافسة الخيّرة { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ )

بالتقوى تعرف الحلال من الحرام والحق من الصواب { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }، وقال تعالى أيضًا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ }

تريد محبة الله ؟ : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } تريد معية الله ؟ { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

تريد الأمن إذا خاف الناس، السرور وقت حزنهم ، الإستبشار حال يأسهم: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ  الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }

جنة الخلد | متعة واسعة | نعيم لا ينفذ { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }، وقال تعالى: {  إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }

من منا لا يريد الرزق الواسع وأن تتيسر عليه الأمور { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }، وقال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }.

يوم القيامة الأصحاب المتحابون يعادون بعضهم إلا..... { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }

بالتقوى تكفر ذنوبك ويزداد أجرك { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }

إخواني قبل أن أكمل الحديث عن التقوى في الخطبة الثانية أقول:

حين جاع النبي ﷺ وأصحابه في شعاب مكة ثلاث سنوات،

حين أكلو أوراق الشجر حين رُبط الحجر على بطنه الشريف…

لم تكن تلك نهاية الحكاية، بل بدايتها.

حين سُحب بلال في الرمضاء، وهو يردد: “أحد، أحد”

لم يكن يُعذَّب فقط… بل كان يُربَّى ليكون رمزاً لكل من يأتي بعده.

هم الآن في الموضع ذاته… يختبرون ليكرموا..

وتُضيَّق عليهم الدنيا… لتُفتح لهم أبواب السماء.

﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ

وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾

لا تيأسوا، فربّ السماء لا يُخلف وعده، وما تراه أعيننا شدة… قد تكون تلك أعين الملائكة تنظر في لحظة الاصطفاء.

فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً

يا أمة محمد هل أخبركم بسبب ما يحصل لأمتنا اليوم؟ هو خلو الإيمان والتقوى من قلوبنا وحب الدنيا وغياب شرع الله من تفاصيل حياتنا   | ارجع لدينك  فلا تبحث عن العزة والمجد بغيره.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الخطبة الثانية

 السؤال هنا ما هي التقوى؟ التقوى أن تجعل بينك وبين غضب الله حاجزاً |  التقوى أن تفعل الذي أمرك الله به |  التقوى أن تجتنب الذنوب ما استطعت

تريد أن تكون من المتقين أكثر من قراءة القرآن، إلزم الدعاء |  تب لربك واستغفر دائماً عن ذنوبك، لا تجعل لسانك بتوقف عن ذكر الله في كل أحوالك.

تعلم دينك تعلم العلم الشرعي ، واحمل راية الإسلام على ظهرك وكن قوياً بدينك ما المشكلة؟

تريد أن تكون مع أهل التقوى أترك الذنوب صغيرها وكبيرها ، فرغ قلبك من الغل والحقد والكبر، ابتعد عن حب أهل الكفر وبغض أهل الدين، عف لسانك عن السب واللعن وفضح عيوب الناس ، أرح أذنيك من سماع الأغاني وعينك عن مشاهدة ما لا يرضى عنه الله، لا تكن لك يد في خراب أمتك بإظهار معاصيك أمام الناس.

 باختصار عليك أن تجعل الله يراك حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك وزجرك.

تساهلت في كل ذلك !!! { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا }

حصل ما حصل ونويت الرجوع؟ ( اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ )

أهل الإسلام العظيم الله ربنا ورب العالمتن أهلٌ لأنْ يُتَّقَى ويُعبَد ، وأهلٌ أنْ يَغفرَ لِمَن اتَّقاهُ واتَّبعَ رِضَاهُ ( وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }.

  أخيراً: تزودوا بالتقوى فإنها خير زاد وخير لباس لكم في دنياكم وأخراكم { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }، وقال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذلك خير

المرفقات

1753523752_التقوى.docx

1753523760_التقوى.pdf

1753785854_التقوى a5.pdf

المشاهدات 261 | التعليقات 1
مالك البوم
عضو نشط

خطبة الجمعة في الأردن :25/7/2025