فضل العلم وأهله
مالك البوم
مكانة العلم عالية، هو ميراث الأنبياء، وفيه حياة القلوب من ظلمات الجهل، به يعرف الحلال من الحرام، وبه يرفعك الله في الدنيا والآخرة يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) في المرة الوحيدة الذي أمر ربنا نبيه أن يطلب الزيادة في شيء، كانت من العلم(وقل رب زدني علما) أهل العلم هم الأحياء أبد الدهر وسائر الناس أموات ما داموا بلا أثر وبسلوك طريق العلم تكون الجنة(ومن سلك طريقاًُ يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) ماذا يساوي العلم أمام كثرة المال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه(العلمُ خيرٌ من المالِ؛ العلمُ يَحرسُك وأنت تَحرُسُ المالَ، والعِلمُ يزكو على الإنفاقِ، والمالُ تَنقُصُه النفقةُ، ومَنفعَةُ المالِ تزولُ بزوالِه. والعلمُ حاكمٌ والمالُ محكومٌ عليه. ماتَ خزَّانُ الأموالِ وهم أحياءٌ، والعلماءُ باقون ما بَقِيَ الدَّهرُ، أعيانُهم مفقودةٌ، وأمثالُهم في القلوبِ موجودةٌ؛( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له
هذا كلامنا عن العلم فكيف بأهل العلم الذين يشهدهم الله مع الملائكة على شهادته( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط) إن حملت العلم كنت من أكثر الناس خوفاً وخشية من الله( إنما يخشى الله من عباده العلماء)
هل تريد أن يستغفر لك أهل الأرض والسماء ويدعون بالخير لك اسمع مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وإن فضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ
وإذا أراد الله بك خيراً جعلك من أهل العلم من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين
أكثر ما يستحق أن تحسد وتغبط الناس عليه ما هو ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكَتِه في الحق أي مكنه الله في صرفه في وجوه الخير ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها
وأسوأ العلم علم لا ينفع إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير
قال عمر بن الخطاب رضب الله عنه تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ولا تكونوا جبابرة العلم فلا يقوّم جهلكم بعلمكم
حقه سبحانك اللهم وبحمدك أش
يا أمة العلم والعمل إذا كان العلم بهذا الشرف والموضع المبارك فأين كرامة أهله عندنا المعلم اليوم واقعه قاسٍ تضييق مستمر ظروف مهنية قاسية مستغل في سوق شركات التعليم| وفقد صانع الأجيال احترامه المستحق وأصبح من يربي أبنائهم هم أشد خصوم له فتأملو...
ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه
صلى زيد بن ثابت( أحد كتاب الوحي وكان المسؤول عن جمع القرآن في زمن أبي بكر والمسؤول عن نسخه في زمن عثمان على جنازة فقرّبت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس عالم الأمة وترجمان القرآن فأخذ يسوقها له فقال له زيد خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء والكبراء
وكما يجب أن تحرص على العلم فاحرص أيضاً على جهل ما لا ينفعك تعلمه فلا تضع وقتك الثمين إلا بما ينفعك كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أسألك علما نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع)
والعلم يأتي بكثرة السكوت أوصى الحسين بن علي رضي الله عنهما ابنه فقال يا بني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع احرص منك على أن تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت
وما وقعت أمتنا بمصيبة أعظم فقد أهل العلم واستعلاء المخرفين والمنحرفين( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
ولا عذر اليوم لأحد منا اليوم طلب العلم؛ فدعوى صعوبة التعلم قد بطلت في زمننا هذا. فمع وفرة المحتوى وسهولة الوصول إليه، يمكنك استخلاص المعلومة القيمة من مقاطع فيديو ومقالات قصيرة وموجزة فتعلم
ختاما أخي الكريم العلم لا يعرف سنًا ولا يحده وقت؛ فكم سمعنا عن منَ حققوا إنجازات وتعلموا علومًا جديدة في مراحل متأخرة من أعمارهم. يكفينا في ذلك أسوة بنبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، الذي تلقى الرسالة وبدأ أعظم مسيرة تعليمية وهو في الأربعين من عمره.
فاللهم نسألك علما نافعا وعملاً صالحاً اللهم اشرح صدورنا لطلب العلم وأعنا عليه ربنا زدنا علم...
المرفقات
1761888191_فضل العلم وأهله.docx
1761888191_فضل العلم وأهله.pdf