نجاحُ الحجِ والاختباراتُ
محمد محمد
نجاحُ الحجِ والاختباراتُ-17-12-1446هـ-مستفادة من خطبة الشيخ سعيد الشهراني
الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ-صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ-.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَـمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ: فيا إخواني الكرامُ:
لقد انتهى موسمُ الحجِ، وعادَ فيه الحجاجُ سالـمينَ غانـمينَ مأجورينَ، مستبشرينَ بفضلِ اللهِ ونعمهِ أنْ يَسَّرَ لهم حجَ بيتهِ الحرامِ، وأعانـَهم على حجهِم، وأداءِ مناسكِهم.
إِنَّ نعمَ اللهِ على هذه البلادِ لا تُعَدُّ ولا تحصى-وللهِ الحمدُ والـمِنَّةُ-، فهي بلادُ الحرمينِ، ومَهْبِطُ الوحيِ، ومَنْبَعُ الرسالةِ، ومُنْطَلَقُ الإسلامِ، وعلى ثراها عاشَ رسولُ الـهُدى-عليه الصلاةُ والسلامُ-؛ وإِنَّ منَ النِّعَمِ التي تجددتْ لـهذهِ البلادِ المباركةِ وللمسلمينَ جميعًا، نجاحَ موسمِ حجِّ هذا العامِ على كافَّةِ الـمُسْتَوياتِ؛ (وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ)، فالحمد لله دائمًا وأبدًا.
لقدْ بدأتْ قوافِلُ الحُجاجِ تعودُ إلى ديارِها، بعد موسمٍ ناجحٍ حافِلٍ بخدماتٍ مُتكاملةٍ، وإنجازاتٍ جليلةٍ، وجهودٍ مُكَثَّفَةٍ، وأعمالٍ مُسْتَمِرّةٍ، وأفكارِ حديثةٍ مِنْ كلِّ القِطاعاتِ في كلِّ الـمَجالاتِ، فجزَى الله خيرًا وُلاةَ أمرِ هذهِ البلادِ الذين أنفقُوا بسَخاءٍ، وأشرَفُوا بوفاءِ، وبارَكَ اللهُ في رجالٍ ونساءٍ صادِقينَ، صنَعُوا مجدًا وإتقانًا، فأُخرِسَت الأبواقُ الناعِقةُ التي تُشوِّهُ الحقائِق، وتُزيِّفُ الأَحْدَاثَ، وأشعةُ الشمسِ لا يَحْجُبُها غِربالٌ.
مَا أَجْمَلَ ما رأيناه من أبنائنا وبناتِنا في كلِّ القطاعاتِ في تعاملِهم مع الحجاجِ!
يُوَقِّرُونَ الكبيرَ، ويَرْحَمُونَ الصغيرَ، ويُعينُونَ العاجزَ، ويُعَامِلونَ الجميعَ بأطيبِ تَعَامُلٍ، وأَحْسَنِ خُلُقٍ، فَللهِ درُهم، وعلى اللهِ أجرهمِ، فَلَهم مِنَّا حُسْنِ الذكرِ والثناءِ، وندعو اللهَ أَنْ يجزيَهم خيرَ الجزاءِ.
أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:
فنحنُ على أبوابِ الاختباراتِ، وواجبٌ على الآباءِ والأمهاتِ، أَنْ يكونوا عَوْنًا لأولادِهم على الخيرِ، ويَزْرعوا فيهم التَّفاؤلَ والجِدَّ في التَّعَلُّمِ، ويُعلِّموهم تنظيمَ الوقتِ، والبُعدَ عنِ الـمُشْغِلاتِ بغيرِ فائدةٍ؛ والعودةَ الـمباشرةَ بعدَ الاختبارِ إلى البيتِ، والفرارَ من رفقاءِ السوءِ، الذينَ يُؤَثِّرونَ فيهم بِسِيِئِ الأخلاقِ والعاداتِ، أو يوقعونـَهم في شَرَكِ الفسادِ والـمُهلِكاتِ، وقد يُؤْذُون أنفسَهم أو غيرَهم بالتهورِ في قيادةِ السياراتِ، أو الـمُشَاحَاناتِ والـمضارباتِ.
اللَّهمَّ لكَ الحمدُ، وإِليكَ الـمُشتكى، وأَنتَ الـمُستَعانُ، وبِكَ الـمُستغاثُ، وعليكَ التُكْلان، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بكَ.
اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ، وأَنَّا نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، المنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ياذا الجلالِ والإِكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ.
اللَّهُمَّ أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لرضاكَ، ونَصرِ دِينِكَ، وإعلاءِ كَلمتِكَ.
اللَّهُمَّ انصرْ جنودَنا الـمُرابطينَ، ورُدَّهُم سالـمينَ غانـمينَ.
اللَّهُمَّ أَلِّفْ بينَ قلوبِ الـمُسلمينَ، وأصلحْ بينهم.
اللَّهُمَّ الطفْ بنا وبالـمِسلمينَ على كُلِّ حالٍ، وبَلِّغْنا وإياهُم من الخيرِ والفرجِ والنصرِ منتهى الآمالِ.
اللَّهُمَّ أحسنْتَ خَلْقَنا فَحَسِّنْ أخلاقَنا.
اللَّهُمَّ إنَّا نسألك لنا ولوالدِينا وأهلِنا والـمُسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، ونسْأَلُكَ لنا ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ، والهُدى والسَّدادَ، والبركةَ والتوفيقَ، وَصَلَاحَ الدِّينِ والدُنيا والآخرةِ.
اللَّهُمَّ يا شافي اِشْفِنا وأهلَنا والـمسلمينَ والـمسالِمين.
اللَّهُمَّ (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
اللَّهُمَّ صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ، والحمدُ للهِ ربِ العالـمينَ.
المرفقات
1749704266_نجاحُ الحجِ والاختباراتُ-17-12-1446هـ-مستفادة من خطبة الشيخ سعيد الشهراني.docx
1749704266_نجاحُ الحجِ والاختباراتُ-17-12-1446هـ-مستفادة من خطبة الشيخ سعيد الشهراني.pdf